• من نعم الله أنه وضع في الأطفال قدرة عالية على التحمل والمناعة النفسية أمام الصدمات، فبالرغم من إصابتهم بالانزعاج الشديد وقت الأزمات، إلا أنهم قادرون مع الزمن، ومن خلال التعبير عن مشاعرهم، على العودة إلى الحياة الطبيعية أسرع منا نحن الكبار. وقد لا يستفيد الأطفال من جلسات طويلة مليئة بالأسئلة، وإنما يُفيدهم أكثر معلومات بسيطة مباشرة وواضحة على تساؤلاتهم، وأن يُستمع إليهم إذا رغبوا بالكلام. وهذه هنا بعض النصائح في التعامل مع الأطفال في حالة الحروب:
• لا تسرع في افتراض ما يمكن أن يكون قد فهمه الأولاد من الأحداث، ولا تفترض أن مشاعرهم تجاه حدث ما أشد من مشاعرك أنت. فردود فعل الأطفال للأحداث تختلف كما ذكرنا سابقاً بحسب أعمارهم، وقربهم من الأحداث، وشخصياتهم، وتجاربهم في الحياة، وما قد سمعوه عن الأحداث، وأسلوب أسرهم في الحوار والخطاب. إن قلّة المشاعر التي قد تظهر على الطفل لا تعني بالضرورة أنه يخفي حقيقة مشاعره.
• من أفضل ما يعين الطفل هو أن نفهم تماماً سؤاله قبل الإجابة عليه، فقد يشير السؤال أحياناً إلى مشاعر معينة أو فكرة يحملها الطفل. والأفضل أن تتفهم الدوافع التي تقف وراء سؤاله، وخاصة عندما يكون السؤال صعباً. ويمكنك عندها أن تسأل الطفل مثلاً: "وما الذي يجعلك تفكر في هذا؟" أو "أخبرني بم كنت تفكر لتطرح هذا السؤال!" وعندما تعرف مغزى السؤال يمكنك عندها تقديم الإجابة الفعالة.
• قد يطرح الطفل أسئلة لا يستطيع أحد الإجابة عليها، وقد تجعل الأهل يشعرون بالارتباك والانزعاج، ويقلقون أن الطفل لن يشعر بالأمان إذا لم يعطونه الإجابات المناسبة. وعادة ما يرتاح الأطفال والمراهقين، مثلنا نحن الكبار، للحديث المباشر والصريح، فبدل أن تدلّس على الطفل يفضل أن تقول له: "لا أدري!" أو "سأحاول أن أبحث لك عن الجواب".
• قد تضطر الأسرة إلى تغيير نظامها الحياتي المعتاد لبعض الوقت، فاحرص على إعادة نمط هذه الحياة إلى طبيعتها المعتادة لما في ذلك من إدخال شيء من الاطمئنان إلى حياة الأسرة والأطفال.
منقول بتصرف عن الدكتور مأمون مبيّض-استشاري الطب النفسي بالتعاون مع مركز لين لحياة أفضل وجمعية تاج الحياة