عندما نتعرض لحدث يخيفنا أو يفزعنا فإننا قد نكون عرضة لما يسمى بالصدمة النفسية. وكذلك عندما تتعرض حياتنا أو حياة من نحبّ للتهديد بالخطر أو التعرض للأذى، أو عندما يُقتل قريب لنا أو صديق. وإلى حدّ كبير فإن هذه الصدمة إنما هي ردة فعل إنسانية طبيعية تجاه حدث غير طبيعيّ طرأ علينا.
ومن المهم الانتباه إلى أننا يمكن أن نتعرض للصدمة النفسية من مشاهدة مثل هذه الحوادث، ولو لم نكن نحن الضحية، وحتى عندما قد لا نكون طرفا فيها بشكل أو بآخر.
ومن الأمثلة على هذه الأحداث التي قد تسبب الصدمات النفسية ما يلي:
- النزاعات والحروب والاقتتال والتدمير، وكما هو الحال في الأحداث الحالية في سورية.
- المظاهرات السياسية ومظاهر الاحتجاج وما قد يرافقها من العنف والقتل.
- الاعتقال والتعذيب.
- الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وحوادث الطائرات.
- الحوادث المدنية كالحرائق وحوادث المرور.
- الأمراض الخطيرة أو المميتة كالسرطانات.
ويمكن إذا ما طالت حالة الصدمة النفسية أو زادت شدتها كثيرا، فيمكن أن نصاب بحالة مرضية تسمى "الإجهاد النفسي عقب الصدمات"، وهي عبارة عن ردة فعل نفسية تتصف بالتوتر والقلق وبالكثير من الأعراض التي يجب عندما نشعر ببعضها ولمدة أكثر من شهر بعد، لذا وجب عندها العمل على طلب المساعدة من أجل تأكيد التشخيص، ومن ثم العلاج.
1- تكرار مشاهد الحدث الصادم في مخيلتي وأشعر كأنني أعيشه من جديد (الذكريات الراجعة) بشكل من الأشكال التالية:
2- ألاحظ ُ منذ الحادث أنني:
- بعض الآلام الجسدية والصداع.
- اضطرابات مَعِدِيّة.
- اضطراب النوم.
- حساسية واندفاعات جلدية.
- ضعف الشهية ونقص الوزن.
- الشعور بالتعب العام وقلة الطاقة.
- زيادة الرغبة باستعمال الأدوية والمسكنات
إذا كنت تعاني من بعض هذه الأعراض السابقة ذكرها، فمن المهم لسلامتك وحياتك أن تراجع أخصائيا كطبيبك، أو تتكلم مع أحد ممن لديه خبرة في المجال الصحيّ.
إن الدعم والتشجيع المقدم من الأسرة والأصدقاء والجيران سواء في الحيّ أو في أماكن العبادة كالمسجد له قيمة كبيرة في رحلة الشفاء بعد الحادث أو الإصابة، كما أن محاولة تجنّب كل ما يذكّر بالحادث، مثل الأفكار المتعلقة بالحادث، أو الحديث الذي كان يدور وقت الحادث أو الأشخاص والأماكن والأعمال التي تذكر بالحادث سيساعد في سرعة التعافي.
ولكن تبقى هناك حالات نحتاج فيها لعون خبير أو اختصاصي طبيّ أو نفسي في علاج ومساعدة مثل هذه الحالات، بالإضافة لهذا الدعم الأسري والاجتماعي.
وقد أجريت دراسات كثيرة عن أهم طرق المعالجة لحالات الإجهاد النفسي عقب الصدمات، ومن أهمها الطرق التالية:
أقوال ونصائح بعض المصابين بالإجهاد النفسي حول ما وجدوه معينا لهم